عُيُونُ مَارِيِّنَا
عُيُونُ مَارِيِّنَا
يَا نَهْرِيَّ الْأحْزَان
يَا أَكْثَرِ مَنْ مَلَاَكٍ
فِي مَعْبَدِ الرَّحْمَان
عُيُونُ مَارِيِّنَا
مَا أَطَهَرَ تِلْكَ الْعَيْنَيْن
مَا أَجْمَلِهَا
مَا أَجْمَلُ الْعُيُون
عُيُونُ مَارِيِّنَا
أَجْمَلَ مَا يَكُون
نَاطِرٌ..
أَنْتَظِرُهَا
عُشُرَةَ أَعْوَامِ
أَوْ عُشُرَةُ قُرُون
عُيُونُ مَارِيِّنَا
لَهُنَّ كُلُّ الْحَنِين
هُنَّ جُنُونُ حُبِّيّ
أَقِسْم بِهُنَّ الْيَمِين
لَا تَارِيخٌ لَهُنَّ قبلِي
وَلَا تَارِيخٌ لَهُنَّ بُعْدِي
إِلَّا فِي شِعْرِي الْحَزِين
عُيُونُ مَارِيِّنَا
بَرَاءةَ طِفْلٍ فِي سَبَّاتٍ
تُعَطِّر سَرِيرُهُ
بِغَزَلِ الْبُنَّاتِ
وَتَحْتَ وَسَادَتِهِ
تَغْفُو الاف النَّجْمَاتِ
عُيُونُ مَارِيِّنَا
لَهُنَّ تُضِيءُ كَلِمَاتي
بَيَاضَ الصَّفْحَاتِ
وَتَصْهَلُ آهاتي
مِنْ بَيْنَ الْأَحْرُفِ وَالْكَلِمَاتِ
فَتُنْجِبُ الْقَصِيدَةُ سَنَابِلَ قَمْحٍ
وَزَيْتونٍ ...
تَقْتَلِعُهَا الْجَرَّافَات
عُيُونُ مَارِيِّنَا
حِكَايَةَ طِفْلٍ
رَضِعَ حَلِيبُهُ
مِنْ مُدَافِعِ الدَّبَّابَاتِ
أرْتَقَى شَهِيدا
وَالشَّهِيد حَي مَا مَات
عُيُونُ مَارِيِّنَا
سَيَبْقَى شِعْرُي دَمْعًا
وَلَوْ جَفَّتْ مَدَامِعُ الْأُمَّهَات
عُيُونُ مَارِيِّنَا
فِيهَا صَوْت بَشَرِي
وَعُوَاءَ ذِئَاب
وُوجِهَ خُفِّيٌّ
لَعَلَّهُ رَبُّ الْأرْبَاب
عُيُونُ مَارِيِّنَا
فِي عِشْقِهِنَّ
فَتَحْتُ لِكُلِّ مُتَيَّمٍ بِالعِشْقِ
أَلْف بِأَبٍ وَبَابْ
عُيُونُ مَارِيِّنَا
لَهُنَّ وَحْدُهُنَّ
أَدَوَّنُ فِي الْعِشْقِ
أَلَّفَ كِتَابٍ
وَكِتَابْ
وَفِيهُنَّ أَطْوِي صَفحات
الْغَيْبِ وَالْغِيَابْ ...
شعر
عامر خمرة
حيفا
١٩٩٩